إن مفهوم الحضارة يتضح لنا دائمًا من خلال الآثار والمعابد والقلاع والكنائس والجوامع والمنشئات التي بُنيت على مدار العصور، وتاريخ القاهرة يظهر جليًا في كل ذلك وخصوصًا في قلعة من أجمل ما تم بناؤه على مر التاريخ، نقصد بذلك قلعة صلاح الدين الأيوبي، وهنا سوف نتحدثُ عنها بشئ من التفصيل لإظهار عبقرية البناء والبنيان. تاريخ البناء أمر ببنائها صلاح الدين عام 1176م، وحفظ هذا التاريخ على باب القلعة «المدرج» بنص تاريخي جاء فيه : “أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة المجاورة لمحروسة القاهرة، التي جمعت نفعًا وتحسينًا، مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين”، هكذا وصفت القلعة في زمان بنائها بالباهرة، وذلك قبل أن تعمر من الداخل بالعديد من القصور والمساجد قديمًا والمتاحف حديثًا، وتصبح مقرا للملوك والسلاطين الذين حكموا مصر على مدى 7 قرون مضت. سبب البناء تم يناؤها لتحصين القاهرة من هجمات الصليبيين، الذين كانوا يستهدفون مصر في صورة حملات متتالية، لتصبح القلعة الشهيرة أكثر مكان محصن في مصر كلها، كما ذكر المؤرخون عن سبب بناء القلعة أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب عندما أزال ا
يعتبر قصر البديع أو لبديع في مراكش من روائع الهندسة المعمارية بالمغرب، قام ببنائِه السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي عام 1578 ميلاديًا، وذلك بعد شهورٍ من توليه الحكم وانتصاره التاريخي على البرتغاليين في معركةٍ عُرفت باسم وادي المخازن. هذا وقد تم بناؤه من أموال الفدية التي دفعها البرتغاليون، واستعان السلطان حينها بأمهر المهندسين المغاربة والأجانب في آن واحدٍ، وخرج القصر في صورة معمارية مذهلة، للدرجة التي جعلت بعض المؤرخين يعدّونه من عجائب الدنيا. نتعرف معك عزيزي القارئ في هذا المقال على قصر البديع في مدينة مراكش العاصمة المغربية. قصر البديع في مراكش أصل تسمية قصر البديع يُقال في أصل تسمية قصر البديع آراء عديدة، فمنهم من يقول أنّه نسبة إلى اسم من أسماء الله الحسنى “البديع”، ومنهم من يقول أنّه عائد إلى إحدى زوجات السلطان المنصور، ولكن على كلٍ كلمة “قصر البديع” في اللهجة المغربية الدارجة تعني “قصر الخزف”؛ وذلك يرجع إلى كثرة زخارف الجدران التي زينت القصر بالزليج كاملًا. سبب إنشاء قصر البديع اختار السلطان المنصور الجهة الشمالية الشرقية لتشييد هذا القصر، وي